القطط والعقم
القطط والعقم
تعتبر القطط إحدى الكائنات والحيوانات اللطيفة الّتي يحبّ أن يربّيها الكثير من النّاس، ويتحدّث البعض عن تأثير القطط على عقم النّساء، فما صحّة هذا القول؟ وكيف ينتقل داء القطط إلى الإنسان؟ داء القطط هو مرض طفيلي يصيب الشخص البالغ ضعيف وصحيح المناعة، وهو ليس خطيراً على صحيح المناعة، ولكنّه على الضّعيف يؤدّي إلى أمورٍ خطيرة. هو مرض يصيب المرأة في سنّ الحمل والإنجاب، ويكون خطراً عليها إن أصابها أثناء الحمل أو قبله بأشهر. تسبّب القطط هذا المرض وخاصّةً تلك الّتي تتغذّى على القوارض والطّيور،أمّا القطط المنزليّة فنادراً ما تنقل هذا المرض. إنّ ما يقارب من 30-40% من النّساء اللواتي هنّ في سنّ الحمل والإنجاب مصابات بهذا المرض وعندهنّ مضاداتٍ في داخل أجسامهنّ لهذا الطفيلي، أي إنهنّ محصّناتٍ ضدّ الإصابة مرّةً ثانية بهذا المرض. لم تصل نسبة الحصانة 100%؛ حيث إنّ قسماً من النّساء قد يكنّ مصاباتٍ بهذا المرض في السّابق، ويصبن به مرّةً ثانية أثناء فترة الحمل، ولكن ما يقارب 60-70 % غير مصاباتٍ وغير محصّناتٍ ضدّ الإصابة بهذا المرض؛ لذلك فهنّ معرّضات للإصابة به. لا تؤدّي القطط إلى الإصابة بالعقم لدى الجنسين إلّا أنّها تؤثّر على الجنين. كيفيّة انتقال داء القطط عن طريق البيض بعد إصابته بهذا الطفيلي. عن طريق ملامسة يد المصاب لأنفه وفمه وعينيه بعد تقطيع اللحوم النيّة أو غسل الفواكه والخضراوات. عن طريق شرب حليبٍ ملوّث بالطفيليّ وغير مبستر عن طريق شرب ماءٍ ملوث بهذا الطفيليّ أعراض الإصابة بداء القطط بعض الأعراض المشابهة للإنفلونزا تضخّم العقد الليمفاويّة طفح جلدي ارتفاع معيار الأجسام المناعيّة في الدم اسوداد في الرّؤية بسبب إصابة الشبكيّة
هناك اعتقاد شائع لدى الكثيرين وهو أن القطط تحمل جرثومة قادرة على التسبب بالعقم لدى النساء، فما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل هناك خطر من مخالطة القطط للنساء، خاصة الحوامل؟
علميا يقول الأطباء إن الاختلاط بالقطط ليست له علاقة بالعقم لدى النساء، لكن القطط قد تحمل داء المقوسات، وهو مرض يؤدي تعرض المرأة الحامل لعدواه إلى مضاعفات خطيرة على الجنين تصل للعمى والإعاقة العقلية.
وينتج داء المقوسات عن طفيلي اسمه (Toxoplasma gondii)، ووفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن القطط تلعب دورا مهما في نشر عدوى داء المقوسات والذي تصاب به عبر أكلها القوارض والطيور والحيوانات الصغيرة التي تحمل الطفيلي.
وبعد إصابتها تمرر القطط الطفيلي عبر برازها في صورة بيوض متكيسة (oocyst)، والذي يمكن أن يحمل براز القطة منها الملايين، وهذا البراز يستطيع تلويث الأسطح داخل المنزل مثل الفراش، أما إذا كانت القطة تتحرك خارجا مثلا في الفناء فتستطيع تلويث التراب والماء أيضا.
ويمكن للبشر الإصابة بالعدوى عبر الطرق التالية:
بلع البيوض المتكيسة للطفيلي وذلك بعد ملامسة براز القطط المصابة مثلما يحدث إذا نظفت المرأة فضلات القطة أو فراشها ولم تغسل بعدها يديها.
بلع البيوض المتكيسة نتيجة ملامسة سطح لامس براز القطط.
بلع البيوض المتكيسة الموجودة في التربة، وهذا يحدث عند تناول خضار وفواكه ملوثة بالطفيلي ولم يتم غسلها جيدا.
شرب ماء ملوث بالطفيلي.
تناول لحوم تحتوي على الطفيلي ولم يتم طهوها بشكل كامل، خاصة لحوم الخنزير والضأن ولحم الغزال، وفقا للمراكز الأميركية.
تناول أطعمة لامست أدوات تلوثت بالطفيلي مثل السكاكين التي استخدمت لتقطيع اللحم الملوث.
الأم الحامل التي أصيبت بعدوى داء المقوسات حديثا تستطيع نقل الطفيلي إلى الجنين، ومع أن الأم قد لا تظهر عليها أعراض فإن العدوى تقود لمضاعفات خطيرة لدى الطفل.
ويقول الأطباء إن المرأة التي أصيبت بداء المقوسات بالفعل قبل الحمل لا تنقل الداء لجنينها، وذلك بفضل المناعة التي تكون طورتها، لكن المشكلة تكون إذا أصيبت المرأة بالطفيلي أثناء الحمل أو قبل بداية فترة الحمل.
ومع ذلك يوصي بعض الأطباء المرأة التي أصيبت بداء المقوسات بالانتظار لستة أشهر قبل أن تحمل.
تلافي الاحتكاك بالقطط خاصة الضالة أو ملاعبتها حتى لو بدت جميلة وأليفة إذ قد تنقل لك العدوى (أسوشيتد برس)
ما مضاعفات داء المقوسات على الطفل؟
معظم الأطفال الذين انتقلت لهم العدوى من الأم أثناء الحمل لا تظهر عليهم أعراض وقت الولادة، ولكن لاحقا تظهر مضاعفات، مثل العمى والإعاقة العقلية.
بعض المواليد يظهر عليهم وقت الولادة تلف خطير بالعين والدماغ.
كيف تقين نفسك وجنينك من مخاطر داء المقوسات؟
أولا: عليك تذكر أن مصادر العدوى ليست مقتصرة على القطط، ولكنها تشمل جميع الأطعمة واللحوم، ولذلك يجب مراعاة شروط النظافة أثناء تحضير الطعام مثل غسل الخضار والفاكهة جيدا والتأكد من نظافة ماء الشرب وطهو اللحم جيدا، وعدم استخدام السكين التي استخدمت لتقطيع اللحم النيئ لتقطيع أغذية أخرى أو الأكل.
مع أن هنالك توصيات للمرأة التي لديها قطة وتريد الحمل تهدف لتقليل احتمالية إصابتها بداء المقوسات من قطتها، مثل عدم تنظيف براز القطة وفراشها، وإطعامها أطعمة معلبة فقط وليست نيئة، وعدم السماح لها بالخروج، إلا أن الخيار الأمثل قد يكون التخلي عن القطة وفقا للبعض، لأن مضاعفات احتمالية العدوى على الطفل كبيرة وخطيرة.
إذا كانت لديك قطة وتريدين الحمل فناقشي الأمر مع اختصاصي الحمل والولادة الذي تراجعينه.
تلافي الاحتكاك بالقطط خاصة الضالة أو ملاعبتها حتى لو بدت جميلة وأليفة، إذ قد تنقل لك العدوى.
0 Comments: