ضيق عنق الرحم الشديد
ضيق عنق الرحم الشديد
كثيراً ما نسمع أن بعض النساء أجريت لهن عملية توسيع لعنق الرحم بسبب ضيق يحول دون صعود الحيامن إلى أعلى، علماً بأنه ما دام هناك اتساع كاف لنزول دم الحيض فإنه يكفي لصعود الحيامن المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة وبالتالى فإن تأثير ضيق عنق الرحم على القدرة على الإنجابية لدى المرأة أمر مشكوك فى صحته.
حالات ضيق عنق الرحم قد تنشأ خلقياً (أي تولد بها المريضة)، أو قد تنشأ بسبب عمل كي بالحرارة لعنق الرحم، أو بسبب استئصال جزء منه كما في حالات سرطان عنق الرحم المبكر أو بسبب جراحة رفع عنق الرحم في حالات هبوط أو تدل الرحم، وقد يحدث ضيق عنق الرحم (الشديد) إثر جراحة تجريف (تنظيف) الرحم وخاصة التي تلي الاجهاضات أو بسبب بعض الولادات المتعسرة أو الاجهاضات المفتعلة من قبل غير أخصائي النساء أو بسبب وجود بعض الأورام الليفية.
ورغم ندرة هذه الحالات إلا أن علاج الحالات البسيطة منها يتم باستعمال موسعات عنق الرحم ، ولكن بعض الحالات الشديدة تستدعي عمل التوسيع بالمستشفى تحت مخدر كلي ولا تحتاج المريضة للبقاء في المستشفى أكثر من ساعات قليلة. إن عملية توسيع عنق الرحم قد يكون لها أثر ضار لاحقاً لو تم إجراؤها على يد طبيب غير متمرس أو تكرار عملها، حيث تؤدي إلى حدوث حالة ترهل فى عنق الرحم وهي حالة تتكرر فيها الاجهاضات للمرأة لأن أنسجة عنق الرحم أصابها تمزق نتيجة توسيعه بدرجة كبيرة ، مما يحول دون قدرته على الإمساك بالحمل طول الفترة من الشهر الرابع وحتى نهاية الحمل.
--------------------------
إلتهابات وتقرح عنق الرحم
--------------------------
يحدث تأخر الإنجاب أحياناً نتيجة حدوث التهابات بغدد وأخاديد قناة عنق الرحم أو بسبب وجود قرحة كبيرة به، علماً بأن هناك نساء كثيرات يحملن بصورة طبيعية رغم وجود قرحة عنق الرحم البسيطة.
وجود عدوى ميكروبية بغدد عنق الرحم يؤدي إلى إفراز مخاطي يحتوي على نسبة عالية من الجراثيم والصديد مما يحول دون صعود الحيوانات المنوية إلى أعلى الرحم وقتلها بمجرد دخولها في عنق الرحم، بالإضافة إلى ذلك فعند الجماع قد تلتصق بعض هذه الميكروبات بالحيوانات المنوية المتجهة إلى أعلى الرحم مؤدية إلى انتشار العدوى إلى داخل الرحم وإلى قنوات فالوب مسببة التهاب قنوات فالوب وانسدادها مما يؤدى أيضاً إلى عدم القدرة على الإنجاب.
يشخص الطبيب هذه الحالة باستعمال المنظار المهبلي حيث يأخذ مسحة من الإفراز لعمل مزرعة منه، وبناء على النتيجة تعطى المريضة المضاد الحيوي اللازم بالإضافة إلى علاج قرحة الرحم.
أسباب قرحة عنق الرحم
* قد لا يوجد سبب لظهور قرحة عنق الرحم، وقد تنشأ نتيجة وجود تغيرات هرمونية (بالذات عند فترة البلوغ وبعد الولادة) وعند استخدام أقراص منع الحمل أو الهرمونات بأشكالها المختلفة.
* وجود عدوى ميكروبية.
* نتيجة تمزق عنق الرحم بعد الولادات خاصة الولادة الصعبة، وعند استخدام جهاز الشفط أو الملقط.
أعراض قرحة عنق الرحم
* فى كثير من الأحيان تكون قرحة عنق الرحم بدون أعراض.
* قد تعانى المريضة من إفرازات مهبلية.
* قد تعانى المريضة من وجود دم فى عدم وجود الدورة الشهرية أو بعد الجماع.
علاج قرحة عنق الرحم
يعتمد علاج القرحة على السبب ففى حالة وجود التهابات ميكروبية يتم وصف المضاد الحيوى المناسب.
أما فى حالة عدم الاستجابة للعلاج يتم عمل كى للقرحة إما بالحرارة (وهذه بدأت تختفي تدريجياً لأنها تترك بعض التليف على عنق الرحم) أو بالتبريد حيث يستخدم جهاز بسيط للغاية موصل بأنبوبة يخرج منها غاز النيتروجين الذي يؤدي إلى تبريد طرف هذا الأنبوب إلى درجة حرارة تحت الصفر ثم يلصق طرف الأنبوب بعنق الرحم لمدة دقائق معدودة فيقتل خلايا القرحة، وتتم هذه العملية بعيادة الطبيب بدون ألم وبدون مضاعفات ويعود عنق الرحم إلى حالته الطبيعية خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
--------------------------
الأجسام المضادة للحيوانات المنوية
--------------------------
قد تفرز غدد عنق الرحم أحياناً مخاطاً يحتوي على أجسام مناعية مضادة للحيوانات المنوية، وبمجرد محاولة الحيوانات المنوية الصعود لداخل عنق الرحم تتقدم إليها هذه الأجسام المضادة وتحيط بها من كل اتجاه ثم تشل حركتها وتقتلها بسرعة، ويمكن تشخيص هذه الحالة بسهولة عن طريق قياس نسبة هذه الأجسام المناعية في إفراز عنق الرحم أو في دم المريضة.
إن سبب تكون الأجسام المضادة للحيوانات هو اضطراب جهاز المناعة المسئول عن حماية المريض من الجراثيم والميكروبات التي تدخل جسمه بإفراز أجسام تقتلها ولكن ولأسباب غير معروفة يعمل الجهاز المناعي أحياناً بصورة خاطئة فينتج أجساماً مضادة لحيوانات المنوية للزوج.
رغم أن سبب ظهور الأجسام المضادة للحيامن غير معروف إلا أن المعتقد أنه قد يكون نتيجة انسداد بقناتي فالوب حيث تصعد الحيوانات المنوية وتبقى بهما لفترات طويلة مما يجعل جهاز المناعة يعمل بصورة غير طبيعية ضد الحيامن الموجودة بقناة فالوب، كما يعتقد كذلك أنه قد يكون نتيجة تتسلل الحيوانات المنوية إلى الدورة الدموية للمرأة عن طريق وجود تقرحات بعنق الرحم أو بعض الأوردة الموجودة بالرحم التي قد تكون مفتوحة أحياناً، وخاصة عند وجود الحيض، حيث تتسرب منها إلى الجهاز المناعي الذي يفرز هذه الأجسام المضادة للحيوانات المنوية.
يتم علاج ارتفاع نسبة الأجسام المضادة عند المرأة عن طريق استعمال مشتقات الكورتيزون بجرعات مختلفة ولفترات مختلفة تعتمد على نسبة ارتفاع الأجسام المضادة، وخلال فترة العلاج على الزوجين التوقف عن الجماع تماماً أو أن يتم فقط باستعمال الواقى الذكرى للحيلولة دون ارتفاع نسبة الأجسام المضادة بالجسم، وإذا فشلت وسائل العلاج هذه يقوم الطبيب باستخدام وسيلة التلقيح الصناعى أو التلقيح المجهرى حيث تكون فرصة الحمل وحظ الجنين في النمو الطبيعي أفضل.
--------------------------
نقص إفراز عنق الرحم
--------------------------
قد يعاني عنق الرحم من وجود نقص شديد في إفرازا ته المخاطية بحيث لا تجد الحيامن الوسط الملائم لها بأعلى المهبل فتموت بسرعة حيث أن إفراز عنق الرحم القلوي هو الذي يحميها من إفرازات المهبل الحمضية القاتلة، كما أن هذه الإفرازات تعتبر الجسر الذي تتسلق عليه الحيامن وتتعرف به على الطريق إلى أعلى الجهاز التناسلي للمرأة.يمكن علاج أغلب هذه الحالات بوصف حبوب هرمون الأنوثة (الاستروجين).
0 Comments: